والاس يفضح تبعات «قانون NBA» المجحف: سردية جيل مهدور

رشيد والاس، النجم والبطل السابق في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، لم يتردد يوماً في الإفصاح عن آرائه بصراحة، وهذه المرة اختار أن يوجّه سهام نقده إلى ما يُعرف بقاعدة «عام واحد بعد المدرسة الثانوية»، التي فرضتها رابطة الدوري عام 2005، وألزمت اللاعبين ببلوغ التاسعة عشرة على الأقل، وقضاء عام واحد بعد التخرج قبل دخول عالم الاحتراف. ورغم أن والاس نفسه خاض تجربتين جامعيتين قبل أن يعلن انتقاله إلى الدوري عام 1995، إلا أنه يرى أن هذه القاعدة حرمت أجيالاً كاملة من الموهوبين، وأغلقت في وجوههم باب الخلاص من واقع اجتماعي صعب.

والاس وصف هذه القاعدة بأنها ليست مجرد إجراء تنظيمي بل قرار «مخجل»، إذ اعتبر أنها منعت غالبية اللاعبين السود الشباب من استثمار موهبتهم كجواز عبور إلى حياة أفضل. وبرأيه، فإن فرض حدّ عمري بعينه يعني حرمان هؤلاء من الفرصة التي يتيحها الدوري الأمريكي وحده، في وقت تسمح رياضات أخرى مثل البيسبول والهوكي وكرة القدم بدخول الاحتراف مباشرة من مقاعد المدرسة.

وفي حديثه، أشار إلى أن خلف هذه القاعدة ما يثير الشكوك بشأن دوافعها، بل وذهب أبعد من ذلك حين لمح إلى أن المسألة تحمل في طياتها إيحاءات ذات طابع عنصري، قائلاً: «إذا كان بالإمكان أن يتحول لاعب كرة قدم إلى محترف وهو في الرابعة عشرة، أو أن يبدأ لاعب بيسبول مسيرته من المدرسة الثانوية، فما الذي يمنع لاعب كرة السلة من ذلك؟». وأضاف أنه لو كان في موقع القرار، لأعاد فتح الباب أمام المواهب الصاعدة من دون قيود، ليس بحثاً عن «كوبي براينت» جديد أو «كيفن غارنيت» آخر، بل لأن الموهبة، في رأيه، تستحق أن تُمنح فرصة الانطلاق مهما كانت الظروف.

قضية السن القانونية للالتحاق بالدوري ظلت مثار جدل لا ينتهي داخل الأوساط الرياضية الأمريكية. فبينما ترى الرابطة أن القاعدة تحمي الأندية من التسرع في التعاقد مع لاعبين غير ناضجين بما يكفي لمواجهة ضغوط الاحتراف، يؤكد كثير من اللاعبين السابقين أن هذه الحماية المزعومة تتحول في الواقع إلى قيود غير عادلة تحرم الشباب، وغالبيتهم من أصول أفريقية، من تحسين أوضاعهم وأوضاع عائلاتهم في وقت مبكر.

آخر لاعب دخل الدوري مباشرة من المدرسة الثانوية كان أمير جونسون، فيما يبقى اسم ليبرون جيمس المثال الأبرز على نجاح هذا المسار حتى أسطورة مكتملة الأركان. ومع ذلك، يبدو أن عودة ذلك الطريق ليست قريبة، في ظل تمسك الرابطة بقاعدتها، وبقاء النقاش مفتوحاً بين من يراها حماية ومن يعتبرها حرماناً، وبينهم رشيد والاس الذي لا يزال صوته يعلو دفاعاً عن جيل يرى أن الفرصة سُلبت منه ظلماً.

Related Posts

“إنفانتينو: تمائم مونديال 2026 ستجعل البطولة حدثاً استثنائياً”

كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، اليوم (الخميس)، وفي حفل بهيج، التمائم الثلاث الرسمية لبطولة كأس العالم فيفا 2026 FIFA™، التي تُبرز كل منها الطابع المميز لإحدى الدول الثلاث المستضيفة،…

“الخلود يخطف فوزاً مثيراً على حساب الشباب”

واصل فريق الخلود صحوته في دوري المحترفين وحقق انتصاره الثاني على التوالي بعد تفوقه على مضيفه فريق الشباب بهدفين لهدف في اللقاء الذي جمعهما على ملعب اس اتش جي ارينا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *