

لم يكن الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان مبالغًا حين قال إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل نحو الانتحار. فالرجل المهووس بالسلطة لم يعد يرى في المشهد سوى كرسي الحكم، متمسكًا به مهما كان الثمن، حتى لو دفع الفلسطينيون أو الإسرائيليون أرواحهم في سبيل بقائه.
نتنياهو، الذي يلاحقه القضاء الدولي بتهم الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، وتطارده قضايا الفساد والرشوة داخليًا، يدرك جيدًا أنه مدان أمام الرأي العام العالمي والداخلي على حد سواء. ولهذا، فإن اندفاعه نحو استمرار الحرب لا يعني فقط تدمير إسرائيل من الداخل، بل يفتح أبواب الفوضى وعدم الاستقرار على المنطقة بأكملها.
ومن أوضح الأدلة على هذا النهج الخطير إطاحته بكل جهود الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية، ورفضه للصفقة الجزئية التي وافقت عليها حركة حماس. هذا الرفض يكشف عن تمسكه بخطته لاحتلال مدينة غزة، حتى وإن كان الثمن مزيدًا من الدماء الفلسطينية أو موت الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا لدى حماس.
اليوم، يقف المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية، وعلى رأسه الولايات المتحدة، وتحديدًا الرئيس دونالد ترمب، لوقف نزيف الدم المستمر. فالزمن لم يعد يحتمل المماطلة، وإيقاف هذه الحرب الإبادية أصبح ضرورة عاجلة قبل أن تتوسع النيران إلى جبهات جديدة في المنطقة.