
لطالما صُوِّر الإنسان القديم الماهر (Homo habilis) كأول صياد حقيقي في التاريخ، لكن دراسة حديثة نسفت هذه الصورة البطولية، مؤكدة أن أسلافنا قبل مليوني عام لم يكونوا «مفترسين» بقدر ما كانوا «فرائس» سهلة للفهود.
أعاد فريق بحثي من جامعة ألكالا فحص حفريات قديمة من وادي أولدوفاي بتنزانيا، مستخدماً الذكاء الاصطناعي لتحليل آثار الأسنان على العظام. وأظهرت النتيجة أن العلامات لم تكن من ضباع scavengers كما اعتُقد سابقاً، بل من فهود تصطاد طازجاً، أي أنها التهمت البشر وهم أحياء.
إحدى الجماجم أظهرت آثار قضم في مؤخرة الرأس وإصابات في الأصابع، ما يشير بوضوح إلى أن الضحية انتهت بين أنياب قط مفترس، لا بجانب طرائد ناجحة.
وأثارت هذه النتائج شكوكاً حول ما إذا كان H. habilis هو حقاً صاحب الأدوات الحجرية الشهيرة، أم أن الفضل يعود إلى Homo erectus، الجار الأقوى والأكثر تقدماً الذي عاش في نفس المنطقة واستخدم الأدوات بمهارة في الصيد.
وبعد ملايين السنين من الاعتقاد بأنهم صيادون أشدّاء، تكشف التكنولوجيا الحديثة أن أسلافنا ربما لم يكونوا سوى «طعام قطط» يتجول على قدمين.