
Getting your Trinity Audio player ready... |
شهدت إسرائيل الأحد، 17 أغسطس 2025، إضرابًا عامًا ومظاهرات واسعة شارك فيها آلاف المحتجين دعمًا لعائلات الأسرى المحتجزين في غزة، حيث دعوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التوصل لاتفاق مع حركة حماس يفضي إلى وقف الحرب والإفراج عن الأسرى المتبقين.
رفع المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية وصور الأسرى، فيما عمّت أصوات الصفارات والطبول مختلف الميادين. وشهدت عدة طرق رئيسية إغلاقات، من بينها الطريق الرابط بين القدس وتل أبيب. وقالت عنات أنغريست، والدة الأسير ماتان أنغريست: “اليوم يتوقف كل شيء لنتذكر القيمة العليا: قدسية الحياة”، وذلك خلال تجمع في ساحة عامة بتل أبيب.
ومن بين الداعمين للحملة حضرت الممثلة الإسرائيلية غال غادوت، بطلة فيلم Wonder Woman، للقاء عائلات الأسرى في تل أبيب.
سمحت بعض الشركات والجهات الحكومية لموظفيها بالمشاركة في الإضراب، بينما بقيت أعمال أخرى مفتوحة باعتبار أن الأحد يوم عمل رسمي. أما المدارس فلم تتأثر لكونها في عطلة الصيف. ومن المقرر أن يُعقد تجمّع مركزي كبير مساءً في تل أبيب.
وبحسب الشرطة الإسرائيلية، فقد تم توقيف 38 متظاهرًا بحلول الثانية ظهرًا، إثر اشتباكات محدودة مع قوات الأمن أثناء محاولات لقطع الطرق. وفي الرابعة عصرًا توقفت المظاهرات مؤقتًا عقب إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس جراء صاروخ أُطلق من اليمن وتم اعتراضه دون خسائر.
الموقف الحكومي
خلال اجتماع الحكومة الأحد، قال نتنياهو: “من يطالب اليوم بإنهاء الحرب دون هزيمة حماس لا يعرقل فقط إطلاق سراح أسرانا، بل يضمن تكرار فظائع 7 أكتوبر مرارًا وتكرارًا”. وأكد عزمه تنفيذ قرار الجيش بالسيطرة على مدينة غزة، إحدى آخر المناطق التي لا تزال خارج سيطرة إسرائيل، رغم معارضة شعبية واسعة ومخاوف من تعريض حياة الأسرى للخطر.
تُقدّر إسرائيل أن نحو 50 أسيرًا ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 20 على الأقل يُعتقد أنهم أحياء. وقال منتدى عائلات الأسرى: “لم يعد هناك وقت، لا لمن يذبلون في الجحيم ولا لمن قد يختفون بين أنقاض غزة”.
خلفية الحرب والانتقادات
تقترب حرب غزة من عامها الثاني منذ هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وخطف 251 آخرين. ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 400 جندي إسرائيلي خلال العمليات في القطاع.
وتشير تقديرات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني منذ بدء الحملة الإسرائيلية، بينهم 29 شخصًا على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
المفاوضات السابقة لوقف إطلاق النار التي كان يمكن أن تتيح إطلاق أسرى إضافيين انهارت في يوليو الماضي، إذ طالبت حماس بإنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الأسرى، وهو ما يرفضه نتنياهو الذي تعهد بعدم السماح للحركة بالبقاء في السلطة.
القرار الإسرائيلي بالتحضير لاقتحام مدينة غزة أثار انتقادات داخلية ودولية، بما في ذلك من بعض الحلفاء الأوروبيين المقربين. ووصفت حماس الخطة بأنها “جريمة” ستؤدي إلى تهجير مئات الآلاف من السكان.
المعارضة وصوت الشارع
شارك زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في احتجاجات تل أبيب، وأكد دعمه للمتظاهرين، قائلاً: “الروح العظيمة لشعبنا هي ما يقوي الدولة، حين يخرج الناس اليوم للتضامن الإسرائيلي”.