
Getting your Trinity Audio player ready... |
مع تسارع وتيرة التحوّل الرقمي وتزايد حضور السوشال ميديا في الحياة اليومية، بات من الصعب تحديد “ترند اليوم” بدقة من دون أدوات تنصّت مباشر. لكن البيانات المتوفّرة تُظهر أمورًا تتكرّر وتتناقلها جماهير واسعة يوميًا: فيديوهات قصيرة، تأثير المؤثرين، وتجارة اجتماعية، مع أهمية متزايدة للمحتوى المحلي الذي يعكس هوية المستخدمين وثقافتهم. في السعودية، هذا التوازن بين المحافظة على القيم وبين التحديث الثقافي يظهر بوضوح، والمستخدمون يُفعّلون المنصات بطريقة تؤثّر في السياسات، الثقافة، والترفيه.
أبرز الاتجاهات العامة التي تثبت حضورها القوي في السعودية، مع لمحات عما يحدث عالميًا:
الوضع في السعودية
- انتشار هائل لاستخدام السوشال ميديا
حسب تقرير Digital 2025، عدد هويات مستخدمي السوشال ميديا في السعودية بلغ نحو 34.1 مليون تقريبًا، ما يعادل نحو 99.6٪ من إجمالي السكان.
كذلك، أجهزة الاتصال الخلوي تفوق عدد السكان (48.1 مليون اتصال) مما يدلّ على استخدام أكثر من خط أو جهاز واحد لبعض المستخدمين. - منصّات مهيمنة وأنماط استخدام واضحة
- تيك توك تُعد من المنصّات الأسرع نموًا واستخدامًا، خصوصًا بين الفئات الشابة.
- سناب شات ما زالت تحظى بحصة قوية بين المستخدمين الأصغر سنًا، للمشاركة اللحظية والمحتوى الخفيف.
- واتساب يستخدم على نطاق واسع للتواصل الشخصي، لكن أيضًا كقناة لخدمات العملاء والتسويق.
- المنصّات مثل Instagram وX وYouTube أيضًا تحتفظ بأهميتها، سواء للمحتوى المرئي الطويل أو للحوارات العامة.
- المحتوى القصير والتفاعل اللحظي
فيديوهات قصيرة (Shorts, Reels, TikTok) تحتلّ جزءًا كبيرًا من الوقت الذي يقضيه المستخدمون على المنصات، وهي تمثّل الطريقة التي يتفاعل بها الجمهور سريعًا—إما عبر تحديات، مواكب للترند، أو مشاركة تجارب يومية. - التجارة عبر السوشال ميديا
التوجّه إلى “التسوق أثناء التمرير” (social commerce) في تصاعد. المنصّات تُتيح خيارات شراء داخل التطبيقات، مما يقلل الحواجز بين الاكتشاف والشراء مباشرة. - المؤثرون والقيمة الثقافية
المستخدمون ليسوا فقط متلقّين، بل يبحثون عن محتوى يُشعرهم بأنّه محلي، ذو صلة، يُعبّر عن هويتهم. المؤثرون المحليّون الذين يتحدثون بلهجتهم، يروون قصصهم، يشاركون تجاربهم، لهم تأثير كبير.
الاتجاهات العالمية
بخارج السعودية، هناك اتجاهات متشابِهة تظهر:
- المحتوى القصير ينمو باستمرار في منصّات مثل تيك توك، إنستقرام ريلز، ويوتيوب شورتس.
- الذكاء الاصطناعي يدخل في صناعة المحتوى (توليد صور، تحرير فيديو، توصيات المحتوى).
- الشفافية في الحقوق الرقمية، خصوصًا الحرية على الإنترنت، حقوق المستخدمين، وتأثير المنصات الكبرى على الخطاب العام.
- الاهتمام بالقضايا الاجتماعية (البيئة، العدالة الاجتماعية، التنوع)، خصوصًا بين الشباب، عبر هاشتاغات وحملات رقمية.
- التوازن بين المحلي والعالمي
السعودية تشهد رغبة متزايدة في محتوى “يكون لك” — يعكس اللغة، العادات، القيم المحلية — لكن مع مستوى جودة منافس عالميًا. المستخدم لا يتقبل المحتوى المحلي الضعيف فقط لأنه “محلي”، بل يبحث عن الأصالة + الاحتراف. - التحدّي في إيجاد “الترند الفعلي”
بما أن المستخدمين يتوزّعون على منصّات متعددة، التريند الذي يظهر على تيك توك قد لا يظهر بنفس القوة على تويتر أو Instagram. أيضاً، المحتوى يتم ترويجه أحيانًا عبر المؤثرين أو الحملات المدفوعة، ما يجعله صعب التنبؤ به دون تحليل لحظي. - القيمة في المحتوى المتفاعل
ليس المهم فقط أن يرى المستخدم المحتوى، بل أن يتفاعل معه — تعليق، مشاركة، إعادة نشر، حتى إن كان بسيطًا مثل استجابة في الستوري أو “رياكشن”. التفاعل يرفع من مدى الوصول ويُعطي لمنشئي المحتوى دافعًا للاستمرار. - المسؤولية والتوقعات الاجتماعية
الجمهور اليوم لديه توقعات متعلقة بالأمان الرقمي، الخصوصية، الأمان، الشفافية. كذلك الإعلام الرقمي مطالب بالمسائلة، خصوصًا عندما يتعلق بالأخبار أو القضايا السياسية. المحتوى الترفيهي أيضًا لا يُعفى من النقد إذا تعدّى الحدود الاجتماعية أو الثقافية المتوقعة.