“اختبار الأجيال: 1000 سؤال لتحديد الفروق بين الأجيال”

منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبدايات السلام في العالم الغربي عموماً وفي الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً لجأت شركات الدعاية والإعلان والتسويق إلى إطلاق مسمى جيل أطفال الطفرة على نتاج هذا الجيل، وهو شكّل أكبر كثافة وأهم كتلة سكانية كان لها التأثير الاستهلاكي الأهم والأعظم ساهم في تحديد وتغيير أنماط الاستهلاك في السيارات والمنازل والمواد الغذائية والملابس والموسيقى والرياضة. وأسّست هذه السابقة قاعدة جديدة في تسمية كل جيل عقب ذلك ومحاولة تشريح هوية هذا الجيل على كافة الأصعدة الممكنة سواء أكان ذلك على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي.

وقد مكّنت تلك التصنيفات لكل جيل متتالٍ من أن يكون لكل منها هوايتها وبالتالي خدماتها ومنتجاتها المختلفة، مما أدى إلى تعظيم المبيعات ورفع الأرباح وزيادة التأثير. وعلى الصعيد المحلي كانت هناك أشكال مختلفة، ولكنها جديرة بالاهتمام والتمعن في تصنيف الأجيال، وإن كان هذا التصنيف مبنياً بشكل أساسي على قدر غير بسيط من العاطفة والشجن والحنين. ولعل أبرز تلك التصنيفات المستخدمة هو تصنيف جيل الطيبين الذي يميل إلى الحنين إلى «الماضي الجميل» و«الزمن الجميل»، واعتبار أن كل ما مضى كان أفضل وأجمل وأصدق. وهي ثقافة قديمة متجذرة وشديدة التأثير والفعالية.

وهناك تصنيف آخر عادة ما يتسلل في مقارنات اقتصادية واجتماعية متنوعة ومختلفة ويطلق عليه «جيل الطفرة»، والمعني فيها الجيل الذي حضر وشهد أولى طفرات النفط الاقتصادية التي شكّلت ثروات للناس بشكل مفاجئ وقياسي وكان لها الأثر الكبير على حياة الناس، وكان ذلك في بدايات فترة السبعينات الميلادية من القرن الماضي.

وبعدها جاء تصنيف صريح آخر هو جيل الألفية، الذي يشمل جيلاً جديداً له علاقة بالعولمة والفضائيات التلفزيونية وعالم الإنترنت اللا محدود. وهو جيل عابر للحدود يتأثر بالثقافات العالمية وذائقته حساسة جداً لما هو سائد في أرجاء المعمورة في مجالات الموضة في الملابس والموسيقى والأفلام والرياضة والطعام ووجهات السفر والسيارات والكتب. وهو جيل شكّل إلى حد كبير كتلة واحدة من ناحية الشكل والتأثير.

والآن هناك تصنيف جديد وهو جيل زي، أو حرف Z باللغة الإنجليزية، وهو جيل شديد التأثير على الصعيد الاستهلاكي، وهو نتاج عالم وسائل التواصل الاجتماعي بامتياز، يتبع سياسة القطيع في قراراته ورأيه مستمد من مجموعة من المشاهير يطلق عليهم وصف المؤثرين ويتبعهم على مواقع التواصل الاجتماعي مئات الآلاف من الناس بمختلف الميول والأهواء ويأخذون بتوجيهاتهم بشكل مطلق. التغيير سنّة الله في الكون لأن دوام الحال من المحال، ومعرفة أسباب التغيير وهوية كل جيل تفكك شيفرات الغموض وطلاسم التعجب وتجعل من الممكن التعامل مع كل جيل تربوياً واجتماعياً واقتصادياً بشكل فيه الحد الأدنى من التكافؤ والاحترام.

Related Posts

“الخطاب الإعلامي للوطن محور ندوة في عسير ينظمها فرع هيئة الصحفيين”

نظم فرع هيئة الصحفيين في منطقة عسير مساء اليوم، بالشراكة مع أمانة المنطقة وعلى مسرحها، ندوة حوارية بعنوان: «الخطاب الإعلامي للوطن.. بين ترسيخ الهوية وتعزيز القيم»، ضمن فعاليات اليوم الوطني…

“مؤتمر أدباء مصر الـ37.. مدحت العدل في قيادة الحدث الأدبي البارز”

اختير السيناريست والمؤلف مدحت العدل رئيسا لمؤتمر أدباء مصر في دورته الـ37، معربا عن امتنانه لأعضاء الأمانة العامة على الثقة الكبيرة التي منحوه إياها، واصفا هذا الاختيار بالفخر والمسؤولية الثقافية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *