مأساة جازية.. فلسطينية في المئة تُجبر على النزوح القسري

في قصة مؤثرة تجسد عمق المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأن امرأة فلسطينية تبلغ من العمر أكثر من 100 عام، تدعى «جازية»، اضطرت إلى النزوح قسراً إلى جنوب القطاع وسط القصف الإسرائيلي المستمر.

هذه القصة، التي نشرتها «الأونروا» على صفحاتها الرسمية في فيسبوك ومنصة «إكس»، تبرز الواقع المأساوي لأكثر من 1.9 مليون فلسطيني نزحوا داخلياً، معظمهم مرات عديدة، في ظل حرب استمرت لأكثر من عامين، مما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية ونقص حاد في الخدمات الأساسية.

وفقًا لمنشور «الأونروا»، الذي جاء في سياق حملتها لتوثيق قصص النازحين، وُلدت جازية في بدايات القرن الـ20، وشهدت حياتها الطويلة أحداثاً تاريخية مريرة مثل النكبة عام 1948، والحروب المتكررة على غزة.

ومع اندلاع الحرب الحالية في أكتوبر 2023، أجبرت «جازية» على مغادرة منزلها في شمال أو وسط القطاع، لتنقل إلى الجنوب، إذ أصبحت خان يونس ودير البلح ملاذاً مؤقتاً لمئات الآلاف.

ونقلت «الأونروا» عنها قائلة: «كنت جالسة على كرسي معدني متحرك على طول طريق مدمر، وكل متر عبرته يترك بصمته على جسدي الضعيف».

وأعربت «جازية» عن أمنيتها الوحيدة بأن «يعيش أطفال ابنها في سلام وأمان»، في إشارة إلى أحفادها وأبناء أبنائها الذين يشاركونها النزوح.

وتأتي قصة «جازية» في سياق أزمة إنسانية كارثية، إذ أكد تقرير الأونروا رقم 186 (أغسطس 2025) أن أكثر من 60 ألف شخص نزحوا من غزة المدينة وحدها في الأسابيع الأخيرة، معظم النزوحات ناتجة عن أوامر إخلاء إسرائيلية تغطي 86.5% من القطاع.

وأوضح التقرير أن 189 من مرافق الأونروا تقع في مناطق محظورة أو تحت أوامر إخلاء، مما يعيق تقديم المساعدات لـ148 ألف نازح يعتمدون على ملاجئ الوكالة، كما سجل التقرير أن الحرب أدت إلى مقتل أكثر من 42 ألف فلسطيني حتى أكتوبر 2024، مع إصابة 100 ألف آخرين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، إذ يشكل النساء والأطفال 70% من الضحايا.

وتشير تقارير أخرى إلى أن النزوح القسري يشمل نساء مسنات مثل «جازية»، اللواتي يعانين من نقص الرعاية الصحية والغذاء.

وفي تقريرها رقم 157 (يناير 2025)، أكدت الأونروا أن 90% من سكان غزة نزحوا مرات عديدة، بعضهم 10 مرات أو أكثر، مع تدمير 70% من مرافق المياه والصرف الصحي في شمال القطاع.

وأشارت الوكالة إلى أن أكثر من 600 ألف شخص تلقوا مساعدات غير غذائية مثل البطانيات والملابس الشتوية، لكن الحاجات تفوق الإمكانات.

قصة جازية، التي تعكس صمود النساء الفلسطينيات، أثارت تعاطفاً دولياً واسعاً، مع دعوات متزايدة من منظمات إنسانية لوقف الحرب وتوفير ممرات آمنة للعودة، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة مع استمرار القصف.

Related Posts

سر ظهور ترمب وميلانيا يجذب اهتمام الإعلام في بريطانيا

خلال الزيارة الرسمية الأخيرة إلى المملكة المتحدة، خطف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا الأنظار، ليس فقط بمشاركتهما في المناسبات الرسمية، بل أيضاً بالتفاصيل الدقيقة لإطلالاتهما التي شغلت وسائل الإعلام…

«الدباغ القابضة» تتقدم بأحر التهاني للملك في ذكرى البيعة

ترفع مجموعة الدباغ القابضة أسمى أيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة ذكرى البيعة الحادية عشرة، سائلة المولى عز وجل أن يديم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *