تشير المعطيات الأخيرة إلى بداية تراجع الزخم المتصاعد نحو الذكاء الاصطناعي، إذ بات المستثمرون والمراقبون يشككون في قدرة الشركات الكبرى على تحويل الجنون الترويجي لهذا المجال إلى نتائج اقتصادية ملموسة.

رغم استمرار ضخّ الموارد في القطاع، أعلنت شركات كبرى مثل OpenAI وMeta عن رسائل حذّرت فيها من تضخّم التوقعات، بينما قدّرت دراسات في MIT أن 95% من مشاريع الذكاء التوليدي لم تحقق أي نمو في العائدات كما شهدت أسهم شركات مثل Nvidia وOracle تراجعًا ملحوظًا، ما يعكس شكوكًا متزايدة في السوق في الوقت نفسه، أوقفت Meta عمليات التوظيف، رغم تأكيدها على استمرارها في الاستثمار وصرح المدير التنفيذي السابق لـGoogle، إريك شميدت، بأن الانغماس الشديد في أبحاث الذكاء الاصطناعي قد يبعد التركيز عن التطبيقات الفعلية والواقعية وفي سياق متصل، لجأت TikTok إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في عمليات سهولة الإشراف والمحتوى، مما أثار مخاوف بشأن الجودة والمراقبة البشرية.
يبدو أن قطاع الذكاء الاصطناعي يخوض مرحلة تصحيح بعد مرحلة من التهويل والتوقعات المبالغ فيها. ومع استمرار التراجع في نمو الاستثمارات وتباطؤ العمليات التشغيلية، قد يشهد القادم سياسات أكثر حذراً تجاه الذكاء الاصطناعي، وتوجيه الرهان نحو تطبيقات قريبة وعملية بدلاً من أبحاث بعيدة المدى.