
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في منشور عبر تطبيق تيليغرام، اليوم (الأحد)، أن روسيا شنت هجوما جويا مكثفا على أوكرانيا خلال الليل، استخدمت فيه نحو 500 طائرة مسيرة وأكثر من 40 صاروخا، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات.
استهدف الهجوم العاصمة كييف بشكل رئيسي، إلى جانب مناطق زابوريجيا، خميلنيتسكي، سومي، ميكولاييف، تشيرنيهيف، وأوديسا، في واحدة من أعنف الضربات الجوية منذ بدء الحرب الشاملة في فبراير 2022.
وأشار زيلينسكي إلى أن الهجوم الروسي، الذي وصفه بـ«الدنيء»، ألحق أضرارا جسيمة بمنشآت البنية التحتية المدنية، بما في ذلك مصنع للمطاط ومبانٍ سكنية في كييف، إذ شوهدت فرق الإنقاذ تعمل وسط حطام مبنى سكني تضرر بشدة جراء الانفجارات.
ونشرت وكالات عالمية صورا تُظهر فرق الإنقاذ وهي تبحث عن ناجين بين الأنقاض في ضواحي العاصمة، إذ دُمرت نوافذ المباني وتضررت سيارات متوقفة بفعل الحطام المتساقط.
وكتب زيلينسكي على «تيليغرام»: «هذا الهجوم الخسيس جاء كتتويج افتراضي لأسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهكذا تُظهر روسيا موقفها الحقيقي»، مضيفا أن موسكو تريد مواصلة القتال والقتل، ولا تستحق سوى أشد الضغوط العالمية».
وأضاف أن الكرملين يستفيد من استمرار الحرب والإرهاب طالما يمتلك إيرادات الطاقة وأسطولا بحريا غير خاضع للرقابة، كما أكد أن أوكرانيا ستواصل الرد العسكري لقطع هذه الموارد عن روسيا وفرض الدبلوماسية كحل.
وحث زيلينسكي المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا ومجموعتا السبع والعشرين، على اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف استيراد الموارد الروسية، خصوصا الطاقة، التي تمول الحرب.
ودعا إلى دعم جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لفرض عقوبات صارمة على موسكو، مشيرا إلى أن «الوقت قد حان منذ زمن لاتخاذ إجراءات حاسمة».
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من لقاء زيلينسكي مع ترمب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ ناقشا تعزيز الدعم الدولي لأوكرانيا في مواجهة التصعيد الروسي.
ووفقا لتقارير عسكرية أوكرانية، تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط معظم الطائرات المسيرة والصواريخ (568 طائرة مسيرة و43 صاروخا)، لكن شدة الهجوم أجهدت القدرات الدفاعية المحدودة لأوكرانيا.
وأفادت مصادر محلية بأن الحطام الناتج عن إسقاط الطائرات المسيرة تسبب في حرائق وأضرار إضافية في المناطق السكنية، كما أغلقت بولندا، الدولة المجاورة، مجالها الجوي بالقرب من مدينتي لوبلين ورييزوف، وأقلعت طائراتها المقاتلة كإجراء احترازي حتى انتهاء التهديد.
تشير التقديرات إلى أن روسيا كثفت إنتاجها من الطائرات المسيرة، مما يزيد من الضغط على الدفاعات الأوكرانية.
ومع استمرار الحرب، تواجه أوكرانيا تحديات في الحصول على أنظمة دفاع جوي إضافية مثل باتريوت، إذ أعلن زيلينسكي نشر نظام إضافي من إسرائيل وتوقع وصول اثنين آخرين هذا الخريف.