“روسيا تكثف هجماتها وبوتين يقلل من فرص دعم أمريكي لكييف بقيادة ترمب”

كشفت مصادر مقربة من الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم تكثيف العمليات العسكرية ضد أوكرانيا، معتبرًا أن التصعيد هو السبيل الأمثل لإجبار كييف على التفاوض وفق شروطه.

وأشارت المصادر، وفقًا لوكالة «بلومبرغ»، إلى اقتناع بوتين بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لن يعزز دعمه العسكري لأوكرانيا، بناءً على محادثات جرت بينهما في ألاسكا الشهر الماضي.

وأوضحت المصادر أن بوتين يخطط لمواصلة استهداف البنية التحتية الأوكرانية، بما في ذلك شبكات الطاقة، بهدف إضعاف دفاعات كييف ودفعها نحو تقديم تنازلات.

وخلال قمة أنكوريج في ألاسكا، عرض بوتين تجميد خط التماس في جنوب أوكرانيا مقابل تنازل كييف عن أراضٍ غير محتلة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، إلى جانب مطالبته بتقييد حجم القوات الأوكرانية والتخلي عن طموحها للانضمام إلى حلف الناتو، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض هذه الشروط بشكل قاطع، مما دفع روسيا إلى تصعيد هجماتها.

ووفقًا لبيانات القوات الجوية الأوكرانية، ارتفعت الهجمات الروسية بالطائرات المسيرة والصواريخ بنسبة 46% منذ قمة أنكوريج، مع تركيز الهجمات على الأهداف العسكرية والمدنية، خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية.

وتشير التقارير إلى أن موسكو خفّضت هجماتها بعيدة المدى قبل القمة، لكنها عاودت التصعيد بعد فشل المحادثات في التوصل إلى اتفاق.

تؤكد المصادر أن بوتين يرى في الحرب الإسرائيلية على غزة نموذجًا يقلل من الضغط الدولي على روسيا، حيث يعتبر أن القبول الغربي للعمليات الإسرائيلية يخفف الانتقادات الموجهة لموسكو.

كما يراقب بوتين الوضع الدولي عن كثب، مستفيدًا من مؤشرات ضبط النفس الأمريكية، خاصة بعد تصريحات ترمب التي ربطت فرض عقوبات جديدة على روسيا بتوقف دول الناتو عن استيراد النفط الروسي، وهو شرط يصعب تحقيقه بسبب معارضة دول مثل المجر وسلوفاكيا.

تتزامن إستراتيجية بوتين مع تصاعد التوترات في المنطقة، حيث استنفرت بولندا قواتها الجوية لحماية أجوائها بعد انتهاكات روسية متكررة، بما في ذلك خرق 19 طائرة مسيرة لأجوائها الأسبوع الماضي.

كما أثارت روسيا قلق إستونيا بانتهاك أجوائها بثلاث مقاتلات ميغ-31، وهو ما نفته موسكو مدعية أن طائراتها التزمت بالمجال الجوي الدولي.

هذه التطورات تأتي في وقت أعلنت فيه المفوضية الأوروبية عن حزمة عقوبات جديدة تستهدف مصادر تمويل روسيا في الصين والهند، بما يشمل حظرًا على الغاز الروسي بحلول 2026، مما يعزز الضغط الاقتصادي على موسكو.

رغم التزامه بالحوار مع الولايات المتحدة، يصر بوتين على أن روسيا ستعمل وفق مصالحها الوطنية، ويرى المسؤولون الروس أن حرب الاستنزاف الحالية قد تُجبر أوكرانيا على تقديم تنازلات، خاصة مع تباطؤ الدعم العسكري الغربي.

في المقابل، يواصل زيلينسكي حث حلفائه على تعزيز الدعم، محذرًا من إضاعة الوقت، بينما يواجه تحديات داخلية وخارجية للحفاظ على صمود بلاده.

Related Posts

سر ظهور ترمب وميلانيا يجذب اهتمام الإعلام في بريطانيا

خلال الزيارة الرسمية الأخيرة إلى المملكة المتحدة، خطف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا الأنظار، ليس فقط بمشاركتهما في المناسبات الرسمية، بل أيضاً بالتفاصيل الدقيقة لإطلالاتهما التي شغلت وسائل الإعلام…

«الدباغ القابضة» تتقدم بأحر التهاني للملك في ذكرى البيعة

ترفع مجموعة الدباغ القابضة أسمى أيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة ذكرى البيعة الحادية عشرة، سائلة المولى عز وجل أن يديم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *