في ظرف أيام قليلة، استطاع الفيلم السعودي الكوميدي «الزرفة: الهروب من جحيم هنهوينا» أن يفرض نفسه بقوة على الساحة السينمائية، محققًا إيرادات قياسية تجاوزت 7.9 ملايين ريال سعودي خلال الأيام الثلاثة الأولى من عرضه. وهو رقم غير مسبوق لفيلم محلي، يؤكد التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع صناعة السينما في المملكة.

الفيلم الذي يجمع بين الكوميديا الساخرة والإسقاطات الاجتماعية، جذب آلاف المشاهدين إلى قاعات العرض في مختلف المدن السعودية، حيث امتلأت الصالات بالكامل منذ اليوم الأول، ما دفع بعض دور السينما إلى زيادة عدد العروض اليومية لتلبية الطلب الجماهيري.

جمهور متعطش للسينما المحلية

يصف النقاد هذا النجاح بأنه انعكاس طبيعي لحالة التعطش الجماهيري للأعمال السعودية التي تحمل روح المكان والهوية، بعيدًا عن التقليد الأعمى لإنتاجات هوليوود. إذ يرى كثيرون أن الفيلم نجح في تقديم قصة قريبة من الناس، تجمع بين الطرافة والرسائل الضمنية، مع اعتماد كوميديا الموقف بدلًا من النكات السطحية.

صناعة سعودية تنافس عالميًا

اللافت في «الزرفة» أن نجاحه لم يكن فقط على مستوى الإيرادات، بل أيضًا على مستوى الجودة الفنية والإنتاجية. فقد اعتمد العمل على تقنيات تصوير حديثة، وديكورات ضخمة، إضافة إلى أداء تمثيلي متقن من أبطال الفيلم الذين تمكنوا من رسم الابتسامة على وجوه الجمهور بمختلف أعمارهم.

ويؤكد هذا النجاح أن السينما السعودية باتت قادرة على منافسة الأعمال العربية والإقليمية، بل وتضع نفسها على الخريطة العالمية من خلال إنتاجات تحقق جماهيرية واسعة.

يُجمع المراقبون على أن «الزرفة» يمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ السينما السعودية، حيث تتجه الأفلام المحلية إلى كسر الحواجز التجارية والإبداعية معًا، وفتح آفاق أرحب أمام المخرجين والمنتجين لتقديم أعمال أكثر تنوعًا وجرأة.

فالفيلم لم يحقق أرقامًا قياسية فحسب، بل وجّه رسالة واضحة مفادها أن الجمهور السعودي مستعد لدعم الإنتاج المحلي متى ما قُدم له بجدية وجودة عالية.