
Getting your Trinity Audio player ready... |
أعلنت شركة أرامكو السعودية عن صفقة كبرى بقيمة 11 مليار دولار لتطوير مرافق معالجة الغاز في حقل الجافورة بالمنطقة الشرقية، عبر اتفاق استئجار وإعادة تأجير مع ائتلاف مستثمرين دوليين بقيادة صناديق تديرها غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز (GIP) التابعة لشركة بلاك روك العالمية. وتُعد هذه الصفقة حجر الأساس في مسار المملكة نحو التحول إلى عملاق عالمي في إنتاج الغاز، إذ يُعتبر الحقل أكبر مشروع للغاز الصخري خارج الولايات المتحدة.
أهمية حقل الجافورة
يمتلك الحقل 229 تريليون قدم مكعب من الاحتياطيات، ويُعد من أبرز مشاريع رؤية السعودية 2030 في قطاع الطاقة. ويُتوقع أن يُغيّر الحقل موازين سوق الغاز الإقليمي والعالمي، إذ يمنح السعودية موقعًا متقدمًا إلى جانب دول كبرى مثل قطر والولايات المتحدة وروسيا.
نموذج الشراكة والتمويل
بموجب الصفقة، تأسست شركة جديدة باسم «الجافورة للغاز منتصف المدة» تمتلك أرامكو 51% منها، بينما يملك المستثمرون 49%. وتستأجر الشركة مرافق المعالجة لمدة 20 عامًا، ثم تعيد تأجيرها لأرامكو لتشغيلها. هذا النموذج أتاح لأرامكو الحصول على 11 مليار دولار نقدًا مباشرة، دون أن تفقد حقها الكامل في الإنتاج والتشغيل.
مراحل التطوير
قُسم تطوير الحقل إلى 3 مراحل:
- الأولى بدأت في نوفمبر 2021 وتنتهي عام 2025 مع بدء الإنتاج الأولي.
- الثانية أُرسيَت عقودها منتصف 2023 وتبدأ تشغيلها في 2027.
- الثالثة ستُكمل مد خطوط أنابيب بطول يتجاوز 1500 كيلومتر.
ويُتوقع أن يصل إنتاج الجافورة إلى 200 مليون قدم مكعب يوميًا بنهاية 2025، قبل أن يقفز إلى 2 مليار قدم مكعب يوميًا بحلول 2030.
انعكاسات على السوق العالمي
- على المستوى المحلي: سيدعم المشروع سياسة المملكة في استبدال النفط الخام بالغاز في توليد الكهرباء، ما يوفر النفط للصناعة والتصدير.
- على المستوى الإقليمي: سيغيّر الحقل خريطة إمدادات الغاز في الخليج، ويوفر بدائل أرخص للدول المستوردة.
- على المستوى العالمي: سيعزز مكانة السعودية كمنافس مباشر لقطر في أسواق آسيا وأوروبا، خاصة مع حاجة أوروبا لمصادر بديلة عن الغاز الروسي.
صناعة وتحويلات استراتيجية
إلى جانب التصدير المباشر للغاز المسال (LNG)، تخطط السعودية لاستخدام الغاز محليًا في الصناعات التحويلية مثل البتروكيماويات والأسمدة والهيدروجين الأزرق، ما يعني تصديرًا غير مباشر بقيمة أعلى.
مستقبل السعودية الغازي
بحلول 2030، ستنتقل المملكة من استهلاك كامل إنتاجها من الغاز إلى امتلاك فائض كبير للتصدير، لتصبح ثالث أكبر منتج للغاز الصخري عالميًا بعد الولايات المتحدة وكندا.
وتتوقع «أرامكو» أن يسهم مشروع الجافورة بنحو 23 مليار دولار سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي السعودي.