أظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء أن معدل التضخم في بريطانيا ارتفع خلال يوليو إلى 3.8% مقارنة بـ 3.6% في يونيو، وهو أعلى مستوى في 18 شهرًا، لتبقى المملكة المتحدة صاحبة أسرع وتيرة لارتفاع الأسعار بين كبرى الاقتصادات المتقدمة.

التضخم في قطاع الخدمات

قطاع الخدمات – الذي يراقبه بنك إنجلترا (BoE) عن كثب – شهد تسارعًا في التضخم إلى 5.0% من 4.7% في الشهر السابق، متجاوزًا توقعات البنك الذي قدّر ارتفاعًا أقل عند 4.9%. وتوقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم ارتفاعًا عند 3.7% للتضخم العام و4.8% للخدمات.

موقف بنك إنجلترا

كان البنك قد خفّض أسعار الفائدة هذا الشهر بأغلبية ضئيلة (5 أصوات مقابل 4)، وأشار إلى أنه سيبطئ وتيرة التيسير النقدي بسبب استمرار الضغوط التضخمية. ويتوقع أن يصل التضخم إلى 4% في سبتمبر (أي ضعف المستهدف البالغ 2%) وأن يظل فوق الهدف حتى منتصف 2027.

ردود الأسواق

بعد صدور البيانات ارتفع الجنيه الإسترليني قليلًا، فيما استبعد المستثمرون أي خفض إضافي للفائدة قبل مارس 2026. وكانت التوقعات في وقت سابق من الشهر تشير إلى خفض جديد قبل نهاية 2025.

وقال إيان ستيوارت، كبير اقتصاديي “ديلويت”:

“الاقتصاد يواجه مزيجًا من التضخم المرتفع والنمو الضعيف، ومن المرجح أن يستمر ذلك حتى الربيع المقبل، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان البنك سيُقدِم على خفض آخر للفائدة خلال 2025”.

العوامل المؤثرة

• سوق العمل الضيق بعد بريكست ما زال يدفع نحو ارتفاع الأجور عند مستوى يقارب 5%، وهو ما يعتبره البنك عائقًا أمام عودة التضخم سريعًا إلى هدفه.
• الزيادات الضريبية وارتفاع الحد الأدنى للأجور في أبريل أجبرت العديد من الشركات على رفع الأسعار.
• ارتفاع تكاليف النقل وخاصة أسعار تذاكر الطيران، كان العامل الأكبر وراء زيادة التضخم في يوليو، إلى جانب ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والمشروبات الغازية والفنادق.

الأسعار الأساسية

• أسعار الغذاء والمشروبات غير الكحولية ارتفعت بنسبة 4.9% على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2024.
• البنك يتوقع أن تبلغ ذروة تضخم أسعار الغذاء 5.5% بنهاية العام.

مقارنة دولية

• التضخم في الولايات المتحدة بلغ 2.7% في يوليو.
• في منطقة اليورو يُتوقع أن يستقر قرب هدف البنك المركزي الأوروبي عند 2%.

خلفية اقتصادية

تشير بيانات مكتب الإحصاءات الوطني (ONS) إلى أن الاقتصاد البريطاني لا يزال يمتلك زخمًا كافيًا لإبقاء التضخم مرتفعًا، حيث تجاوز النمو في الربع الثاني التوقعات، فيما أظهر سوق العمل علامات استقرار رغم فقدان الوظائف. وأكد المكتب أن خطأً طفيفًا في معالجة بيانات موسمية لم يؤثر على قراءة التضخم الرئيسية.