أطفال الفاشر يواجهون المجاعة وسط حصار دموي ويضطرون للأعلاف الحيوانية

تشهد مدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية في العالم. منذ أكثر من عام ونصف العام، يفرض حصار على المدينة، ما أجبر نحو 260 ألف شخص على مواجهة خيار مأساوي: البقاء ومواجهة المجاعة والقصف أو الهروب ومواجهة القتل والاغتصاب.

وقال الدكتور عمر سليلك لصحيفة نيويورك تايمز: «حتى نحن نأكل أعلاف الحيوانات، ولا يوجد بديل»، موضحًا أن الأطفال المصابين بسوء التغذية يصلون إلى المستشفى الأخير في المدينة يوميًا، فيما لا يوجد سوى أعلاف الماشية لإطعامهم.

من بين نحو 200 مرفق طبي كانت تعمل قبل الحرب، يبقى المستشفى السعودي، وقد تعرض للقصف أكثر من 30 مرة. أسوأ الهجمات كانت في يناير عندما استهدفت طائرة مسيرة جناحًا مزدحمًا، ما أدى إلى مقتل 70 مريضًا وموظفًا.

ويضطر الأطباء الآن إلى العمل في خنادق، ويعتمدون على أعلاف حيوانية تعرف محليًا باسم أمباز، رغم خطورتها لاحتوائها على الفطريات، ما أدى إلى وفاة 18 شخصًا على الأقل في الأسابيع الأخيرة.

الطريق إلى تويلا، حيث يوجد أكثر من 600 ألف لاجئ، محفوف بالمخاطر. فالشبان الذين يحاولون الفرار عبر الساتر الترابي يتعرضون للقتل والاغتصاب والنهب بحسب مزاعمهم، فيما تنتشر المقابر العشوائية والأجساد المتروكة على الطرقات.

وتستقبل المستشفيات في تويلا نحو 40 ضحية اغتصاب أسبوعيًا، وهو رقم يُرجح أنه أقل بكثير من الواقع الفعلي، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

تسببت الهجمات على قوافل الغذاء التابعة للأمم المتحدة، التي لم تتمكن من الوصول للمدينة منذ أكثر من عام، في تفاقم الأزمة. فالهجمات مستمرة على القوافل، وبعضها باستخدام الطائرات المسيرة، وقد أودت بحياة عدد من عمال الإغاثة ودمرت شاحنات محملة بالطعام.

ووصفت منظمات حقوق الإنسان ما يحدث في الفاشر بأنها جرائم ضد الإنسانية، في حين تواصل المجاعة والتفشي السريع للأمراض مثل الكوليرا تهديد السكان.

ومن داخل المدينة المحاصرة، قالت سلوى أحمد: «لا نعرف إذا كان زوجي حيًا أو ميتًا، فكل شيء أصبح غامضًا ومرعبًا»، مؤكدة أن السكان يعيشون بين القصف والمجاعة والاغتصاب.

Related Posts

سر ظهور ترمب وميلانيا يجذب اهتمام الإعلام في بريطانيا

خلال الزيارة الرسمية الأخيرة إلى المملكة المتحدة، خطف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا الأنظار، ليس فقط بمشاركتهما في المناسبات الرسمية، بل أيضاً بالتفاصيل الدقيقة لإطلالاتهما التي شغلت وسائل الإعلام…

السعودية تمد يد العون بسخاء لإنقاذ السودان

تشكّل العلاقات الثنائية بين السعودية والسودان التي تقوم على أساس التعاون والمصير المشترك وتبادل المصالح واستقرار وأمن البلدين، واستثمار الإمكانات والمقدّرات الكبيرة البشرية والمادية لهما، عنوان الشراكة والترابط الأخوي. وفي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *